أفاق المسلمون قبل قرن ونصف تقريباً على تقدم الغرب العلمي والذي كان من نتائجه تقدمه العسكري والاقتصادي والإداري.
وحدث ما يسمونه بـ الصدمة الحضارية ومنذ تلك الواقعة والمسلمون يكتبون ويحاضرون ويتجادلون حول مسألة: ماذا نأخذ وماذا ندع من هذا الغرب؟.
وإستمر الغرب في تفوقه في كثير من جوانب الحياة، والمسلمون مازالوا يكتبون حول هذا الموضوع، وإستمروا في الدوران حول هذه الثنائيات: أصالة ومعاصرة، عروبة وإسلام... الخ، والتي إفترضوا التعارض بينها، وكأنها لا تلتقي أبداً، وإستمر الأعداء في سبقهم الطويل.
عادت هذه الأيام الكتابة العقيمة حول الديمقراطية وغير الديمقراطية، وهل ندخل في اللعبة السياسية أم لا؟ وهل نسكت عنها أم لا؟.
فإلى متى نطحن الهواء ولا نخطط ونقدر للأعمال الكبيرة التي تقود المسلمين بخطوات ثابتة وأكيدة بإذن الله لتحقيق أهدافهم أو أكثر أهدافهم أو بعض أهدافهم.
وإن هواية الجدل والكلام أضعفت المسلمين، وتركتهم وراء الأمم، وقد أرشدنا القرآن الكريم للإهتمام بالعمل وما يفيد الخلق يسألونك عن الأهلة، قل هي مواقيت للناس والحج... لقد سألوا عنها من الناحية الفلكية، فردهم الجواب إلى الناحية العملية التي يستفاد منها.
وعندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإثم لم يعرفه تعريفاً حدياً كمصطلح ولغة، ولكنه رد الأمر إلى الناحية العملية: «الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس» وطبعاً لا يعني هذا ألا يكون للمسلمين رأي في كل نازلة وموقف من كل قضية، ولكن هل من الصعوبة معرفة الرأي الشرعي الصحيح في كل قضية، ويتفرغ المسلمون للعمل والتخطيط لإقامة دينهم وإعزاز شريعتهم؟.
الكاتب: حمزة الميداني.
المصدر: موقع ياله من دين.